١١
وَأَلْقَيْتَ عليَّ بِشَعْوَذِتَكَ حتى وَجدتك حبيسُ قلبي والقيود تُحْيْطُكَ من كِلِّ الجِّهاتِ بشكلٍ يصعب فتحه وإخراجك منه
فقلبي بحجم اليد لكنه يحمل ثِقْلَكَ بداخله
فعليك سماع صَرْخْاْتُ آلامك ها هُنْاْ بداخلي تناجي هل مِنْ أحدٍ بالخارجِ ؟
أربعون التفاتة وفي المرة الألف وَجَدُّتُكُ على إحدى الطُرْقْاْتِ وقد ظَنَنْتُ أنك عابرِ سبيلٍ
وَقُلْتَ : إن بَعْدَ الظَّنِ إِثْمٌ
ثم سِرْتَ مُتَغْاْضِيَةٌ وجودكَ ، واسمك المكون من خمسة حُرْوْفٍ كان أقوى مني
نعم قاومتك بالبداية لكن جَمْاْلُكَ كان أقوى مني ومِنَ الجمهور ودخلت باستكانة لقلبي التعب اليائس الذي تمنى الموت كثيراً أنا أَسْمَيْتُكَ حارسُ قلبي الذَّي تَوَّجُكَ مَلِكَاً له
ثم سرت باتجاه السعادة بعد ذلك وأنا متيقنةٌ بأن عيونكَ هي الحل لكل حزنٌ يُراودني
أتيت على شكل دعوة من الله سَقَطَتْ سَهْوَاً مِنَ السَّماء العليا لِتُحْيْطَ قلبي بِكَمِّيَةٍ لامتناهيةٍ مِنَ الإطمئنان الذي رَسَمُكَ حوله كخطوط الطِّول والعرضَ اللذان يَمْلَآْنِ الخارطةُ
فيا خمرة حُبّيْ الذي أَسْكَرَتْنْيْ فأنا قَدْ تَوَرَّطْتُ بِكَ منذ النظرة الأولى
فلا يَسَعُنْيْ سوى القول : بأنَّك قْوْتٌ تْاْيْلَنْدِيّ للموسم الثّاْلِثُ مِنْ جَفْاْفِ لَحْنٍ شذى اسْتَوْطَنَ ككلمةٌ على الكَعْبَةِ
وهل تعلم بأنكَ شَهْرْيْ الرَّاْبِعُ عَشَرْ الهِجْرِيُّ الجديد في عَاْلَمُ الدّيْكْوْرِ وَالمَفْرْوْشْاْتِ المَنْزِلِيَّةَ التَّيْ هي عِبْاْرَةٌ عن سَرْيْرْ لك في قلبي وهذا بِسَبَبِ ما فَعَلْتَهُ مع انطفائي ، فقد تَحَوَّلْتُ مُنْذُ مَعْرِفَتُكَ إلى إنسانٍ آخرٍ سعيدٍ
فَلَكَ مِنّيْ حُبٌّ زْاْهِرٌ يَمْتَدُّ مِنْ قلبي إلى قَلْبِكَ يا أُسْرَتْيْ ودِيْاْرْيَ وِدِيْاْنَتْيْ التَّيْ لَنْ أَعْتَنِقَ غَيْرِهْاْ ، فَكُنْتُ إِنْسْاْنَةً خْاْئِفَةٌ لا يَضُمُّهْاْ أَيَّةُ شَخْصٍ ولكن أنت الوحيد من أَزَلْتَ خَوْفْيْ وَأَعْطَيْتَنْيْ أمانٌ يَزْدَهِرُ في روحي يَومياً ، فأنت وسيلتي الوحيدةُ التَّيْ جَعَلَتْنْيْ أُصَلّيَ شُكْرَاً لِلّهِ على إِدْخْاْلِهِ هذا الشَّخْصُ الذي هو عبارةٌ عَنْ حِلْوْيّاْتٍ يَصْنَعْوْنَهْاْ المصانع في دِقِّةٍ عاليةٍ
فَكُنْتُ أَسْأَلُ ذاتي قَبْلَ مَعْرِفَتُكَ دائماً هل الله يَوْمَاً سَيَمْنَحُنْيْ شَخْصَاً يُشْبِهَنْيْ ، وَشَخْصَاً طَيِّبٌ كَمِثْلْيْ ، وَشَخْصَاً يُهِمَّهُ أن أكونَ بخيرٍ ؟
لكن بعد أن مَنَحَنْيْ اللهُ إياكَ ذَهَبَتُ كُلُّ التساؤلات لِفَرْحَةٍ لِتَحْقْيْقِ اللهُ لأمنيتي ، فَقَدْ مَنَحَنْيْ إنسانٌ مختلفٌ عن كل الناس ، فَمَعُكُ عَرَفْتَ كيف أن ابتسامتك تُشْبِهْ ابتسامة نَجْمَتْاْنٍ مَلْآْنَتْاْنٍ بِالضَّحِكِ لأنَّ تأثيرُ ابتسامتك يَصْعُدُ لِلْغَيْمَةِ وَمِنْ ثُمَّ تَقْوْمُ الغَيْمَةِ بأْمُرُ الجميع بالضحك مَعَكَ كَيْ تُزْهِرَ رْوْحَكَ التَعِبَةَ يا مَنْ بداخلك عُطْرٌ مُعَبَّأٌ
فنحن عندما نتعب نتمنى أن نَرْحَلُ مِنَ الجميع إلى رْوْحٍ خُلِقَتْ مِنْ أَجْلُنْاْ ونتمنى أن نُمْسِكَ بأيدي شخصٍ ونسير وحدنا في الطريق ونقول له كل ما يُحْزِنْنْاْ ، ولكن قبل أن نبدأ بالفضفضة ، نقول له : أنت الفضل في أن أكون بحالةٍ أفضل ، حقاً لا تبتعد عني في يومٍ ما ، ولا تتغير مع الأيام ، لأنني لا أَقْدَرُ على أن أُقْاْوِمَ الآهات لِوَحْدْيْ ، لأن الله خَلَقَ لكل إنسانٌ إنسانٌ يُخْاْلِطَهُ بالمشاعر ، وإنسانٌ يَعْرِفَ كيف يُدْخِلَ السعادة لِقَلْبِهُ ، والمهم في هذا الطريقِ الصعبَ والطويل هو من يَسْيْرُ معنا في هذا الطريق
والحمد لله الذي جَعَلُكَ مِنْ بين رجال العالمين لتكون مُخَفِّفُ ألمي وَمَنْ يُعْطْيْنْيْ إبرة سعادة في الوريد عندما يراني حزينة ، وَمَنْ هو كان كالطبيب الذي يُعْاْلِجُ جروحي النفسية والقلبية ، وَحَقْاْئِبْيْ كُنْتُ أَمْلَؤُهْاْ دوماً بِكْرْيْمٍ مَصْنْوْعٌ مِنْ مَلْمَسِ يداك الذي هُنَّ هالاتٍ مِنْ سِحْرِ الإله ، فَكُنْتُ عِندما أَتْعَبُ في يومٍ ما أَقْوْمُ بِفَتْحِ حَقْيْبَتْيْ وَأَضَعُ مِنَ الكْرْيْمِ الذي صُنِعَ مِنْكَ وَأَضَعْهُ على يداي لِيَتَدْاْخَلُ الكْرْيْمِ في جَسَدْيْ ثُمَّ حينها أَشْعُرُ بالقوة والسكينة وأرتاح من كل ما يُخْاْلِجُ تفكيري
فأنا وَجَدُّتُكَ ألفةً بعد مشاوير تعبي مِنْ هؤلاء الناس الذي عَطَّلْوْنَ شَغَفِيَ وجعلوا مني جُثّةً لكن وَحْدُكَ مَنْ أَحْيَيْتَ هذه الروح ، لهذا أَحْبَبْتُكَ أكثرِ مِنَ الذين مَروا في حياتي ، فَمَعُكَ فقط يَتَرْاْقَصُ قلبي فَرِحَاً عندما نَتَحَدَّثُ لحتى بُزْوْغِ الفجر
فكل أيامي الجميلةُ والسيئةُ أتمنى أن أعيشها وأنت معي
فالجديد هُنْاْ هو مَلْاْمِحَكَ التي تُشْبِهُ قُطْنَاً أَبْيَضَاً ساطعاً ، فَمَنْ كَتَبَ قِصَّةً عن غَيْرِكَ يجب أن يَتِمْ عليه القَصاص في السجون وُيُعْأقَبُ رَمْيَاً بالرَّصاص لأنك روايتي التي أُحِبُّ قِرْاْءَتِهْاْ يا بَطِلُ الرواية ، وَمَنْ أُوَدَّ أن أُكْمِلَ حياتي معه ، وأُوَدَّ شُرْبِ القهوة المُحَلَّيَةِ بِسُكَّرِ يداه معه في مَنْزِلِنْاْ
فَكُلُّ جَسَدْيْ تَرَكْتُهُ يَهْيْمُ في حُبِّكَ يا حَرْيْرٌ مِنَ الحنية انْسَكَبَ علي ، فَوَحْدُكَ مَنْ أَرَدُّتُ أن أُزَيِّنَ حياته بالحب والسعادة والفرح وأن أَلْغْيَ من حياته كل تعثرات الأمل وضيق الصدر وقلق المستقبل
فيا رَوْنَقُ الجمالِ كَفْاْكَ فقد أخذت كل وجهِ الحبيبِ ولم تترك لي أية مجال لِقُبْلْاْتِيَ ، وَخَدُّكَ الذي أغوانيَ بسرعةٍ أَهُوَ بَرْقٌ أم رَعْدٌ ، وأهاب مِنَ البشر عندما يَرْوْكَ أن يَقْوْمْوْنَ بِإِخْتِطْاْفَكَ لِكَيْ يَصنعوا مِنْكَ عَصيرُ البرتقال وأن يَضعوا أَيْدْيْكَ في ماكنةِ الحُبِّ كَيْ يَصنعوا مِنْكَ حَلَقْاْتٍ مَنِ الخَمْيْرَةِ كي يستخدمونها في صُنْعِ الحَلوى المُلَوَّنَةُ ، لذا يجب عليك ألا تَخْرُجْ للخارج لأنك تُشْبِهُ ماءً مَغْلِيٍّ مع لؤلؤ البحر المتوسط
فَكَمْاْ يُقولون ( مَنْ يَسْكُنَ الروحِ كيف للقلب أن ينساه ) ، فأنت هكذا سَكَنْتَ الروح ولن أنساكَ مهما مَرَّ الزَّمْاْنِ ، وسأبقى على عَهْدْيْ بأنني سأحبكَ حتى آخر يومٍ في حياتي وَسَأَتَذَكَّرُكَ دوماً في أيام المَشيب ، وعندما يَقْوْلْوْنَ مَنْ تُحِبّيْنَ ؟
سأقول اسمك ، وأنا فَرْحَتْيْ لِقَرْعِكَ جرسِ حُبّيْ تُشْبِهُ فَرْحَةُ أطفالٍ فُقَرْاْءٍ كثيراً كانوا يَطْلِبْوْاْ مِنْ أُمِّهُمْ أن تشتري لهم الأيسكريم لكن أُمِّهُمْ كانت تَرْفُضْ بسبب قِلَّةِ المال وثم قَرَّرَتُ أن تَعْمَلُ من أَجْلِ أن تَشتري لهم الأيسكريم وعندما جَنَتْ المال قامت بالشراء لهم وعندها عَمَّتُ الفرحةُ قلوبهم وشكروا والدتهم ، ففرحتي تُشْبِهُ فرحة الأطفال الفُقَرْاْءِ لأنك الأيسكريم التي أحبها كثيراً
الكاتبة : رهام جمهور
تعليقات
إرسال تعليق